بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 19 سبتمبر 2010

مرض الداء السكري Diabetes mellitus


السُّكَّري أو الداء السكري أو المرض السكري أو البوال السكري وغيرها (باللاتينية: Diabetes mellitus) هو متلازمة تتصف باضطراب الاستقلاب وارتفاع شاذ في تركيز سكر الدم الناجم عن عوز الأنسولين، أو انخفاض حساسية الأنسجة للأنسولين، أو كلا الأمرين يؤدي السكري إلى مضاعفات خطيرة أو حتى الوفاة المبكرة، إلا أن مريض السكري يمكنه أن يتخذ خطوات معينة للسيطرة على المرض وخفض خطر حدوث المضاعفات. يعاني المصابون بالسكري من مشاكل تحويل الغذاء إلى طاقة (الأيض)، فبعد تناول وجبة الطعام، يتم تفكيكه إلى سكر يدعى الغلوكوز ينقله الدم إلى جميع خلايا الجسم. وتحتاج أغلب خلايا الجسم إلى الأنسولين ليسمح بدخول الغلوكوز من الوسط بين الخلايا إلى داخل الخلايا.

كنتيجة للإصابة بالسكري، لا يتم تحويل الغلوكوز إلى طاقة مما يؤدي إلى توفر كميات زائدة منه في الدم بينما تبقى الخلايا متعطشة للطاقة. ومع مرور السنين، تتطور حالة من فرط سكر الدم (باللاتينية: hyperglycaemia) الأمر الذي يسبب أضراراً بالغة للأعصاب والأوعية الدموية، وبالتالي يمكن أن يؤدي ذلك إلى مضاعفات مثل أمراض القلب والسكتة وأمراض الكلى والعمى واعتلال الأعصاب والتهابات اللثة، والقدم السكرية، بل ويمكن أن يصل الأمر إلى بتر الأعضاء.
التصنيف



سكري النمط الأول
يتميز النمط الأول من السكري بخسارة الخلايا بيتا المنتجة للأنسولين في خلايا لانغرهانس بالبنكرياس مما يؤدي إلى نقص الأنسولين. والسبب الرئيسي لهذه الخسارة هو مناعة ذاتية تتميز بهجوم الخلايا تاء المناعية على خلايا بيتا المنتجة للأنسولين. ولا توجد وسيلة للوقاية من الإصابة بالنمط الأول من السكري الذي يمثل 10% من حالات مرضى السكري في أمريكا الشمالية وأوروبا، مع اختلاف التوزيع الجغرافي، ومعظم المصابون بالمرض كانوا أما بصحة جيدة أو ذي أوزان مثالية عندما بدأت أعراض المرض بالظهور. وتكون استجابتهم لمفعول الأنسولين عادية (لا توجد مقاومة) خصوصاً في المراحل الأولى. يمكن للنمط الأول أن يصيب الأطفال أو البالغين ولكنه معروف تقليدياً بسكري الأطفال لأن معظم المصابون به من الأطفال.

ويُعالج النمط الأول بصورة أساسية – حتى أثناء المراحل الأولى – بحقن الأنسولين مع المراقبة المستمرة لمستويات غلوكوز الدم. ويمكن أن يصاب المريض الذي لا يتعاطى الأنسولين بالحماض الكيتوني السكري الذي يؤدي إلى غيبوبة أو الوفاة.

سكري النمط الثاني

يتميز النمط الثاني من السكري باختلافه عن النمط الأول من حيث وجود مقاومة مضادة لمفعول الأنسولين بالإضافة إلى قلة إفراز الأنسولين. ولا تستجيب مستقبلات الأنسولين الموجودة في الأغلفة الخلوية لمختلف أنسجة الجسم بصورة صحيحة للأنسولين. بالمراحل الأولى تكون مقاومة الأنسولين هي الشذوذ الطاغي في استجابة الأنسجة للأنسولين ومصحوبة بارتفاع مستويات أنسولين في الدم. وفي هذه المرحلة يمكن تقليل مستوى غلوكوز الدم عن طريق وسائل وأدوية تزيد من فاعلية الأنسولين وتقلل إنتاج الغلوكوز من الكبد. وكلما تطور المرض تقل كفاءة إفراز الأنسولين من البنكرياس وتصبح هناك حاجة لحقن الأنسولين.
العلامات والأعراض


زيادة في عدد مرات التبول بسبب البوال (زيادة كمية البول) بسبب ارتفاع الضغط التناضحي، زيادة الإحساس بالعطش وتنتج عنها زيادة تناول السوائل لمحاولة تعويض زيادة التبول، التعب الشديد والعام، فقدان الوزن رغم تناول الطعام بانتظام، شهية أكبر للطعام، تباطؤ شفاء الجروح، وتغيّم الرؤية. وتقل حدة هذه الأعراض إذا كان ارتفاع تركيز سكر الدم طفيفاً، أي إنه هناك تناسب طردي بين هذه الأعراض وسكر الدم.

الأعراض المتعارف عليها تقليدياً لمرض السكري هي زيادة التبول وزيادة العطش وبالتالي زيادة تناول السوائل وزيادة الشهية لتناول الطعام ويمكن لهذه الأعراض أن تتطور سريعاً، خلال أسابيع أو شهور، في النمط الأول خصوصاً إذا كان المريض طفلاً. وعلى العكس من ذلك فإن تطور الأعراض في النمط الثاني أكثر بطأً وصعبة الملاحظة بل ويمكن أن تكون غائبة تماما. ويمكن أن يسبب النمط الأول فقدان سريع للوزن ولكنه كبير، على الرغم من أن تناول المرضى للطعام يكون طبيعياً أو حتى زائداً، كما يمكنه أن يسبب خمول وتعب مستمر. وتظهر كل هذه الأعراض ماعدا فقدان الوزن في مرضى النمط الثاني الذين لا يولون المرض الرعاية الكافية.
ويتميز السكري بارتفاع متقطع أو مستمر في غلوكوز الدم ويمكن الاستدلال عليه بواحد من القيم التالية

قياس مستوى غلوكوز الدم أثناء الصيام 126 مليغرام / ديسيلتر (7 مليمول / لتر) أو أعلى.
قياس مستوى غلوكوز الدم 200 مليغرام / ديسيلتر (11.1 مليمول / لتر) أو أعلى وذلك بعد ساعتين من تناول 75 جرام غلوكوز كما يُتبع في اختبار تحمل الغلوكوز.
قياس عشوائي لمستوى غلوكوز الدم 200 مليغرام / ديسيلتر (11.1 مليمول / لتر) أو أعلى.

المضاعفات المزمنة
مرض وعائي
التصلب الكبيبي في الكلية.
تقرحات القدم السكرية.يؤدي الارتفاع المزمن لغلوكوز الدم إلى تلف الأوعية الدموية. ولأن الخلايا المبطنة للأوعية الدموية لا تعتمد على الأنسولين فإنها تمتص الغلوكوز أكثر من المعتاد. ويؤدي ذلك إلى تكون جلوكوبروتينات سطحية زائدة عن الحد الطبيعي ويسبب نمو اسمك ولكن أضعف للغلاف الوعائي. وفي حالة السكري، تُصنف هذه الحالة كمرض شعيرات دموية، وذلك لأن الأوعية الصغيرة هي التي تتلف، وكذلك يُصنف كمرض للأوعية الكبيرة لأن نتيجته تلف الشرايين.

ويؤدي تلف الشعيرات الدموية إلى واحد أو أكثر من الحالات التالية:

اعتلال الشبكية السكري، عند نمو أوعية دموية جديدة في الشبكية تكون هشة وضعيفة ومنخفضة الكفاءة وكذلك يحدث ارتشاح في بقعة الشبكية الذي يمكن أن يؤدى إلى فقدان الرؤية أو العمى. أن تلف الشبكية نتيجة اعتلال الشعيرات الدموية، هو السبب الرئيسي للعمى بين البالغين غير المسنين في الولايات المتحدة.
اعتلال الأعصاب السكري، نقص أو اختلال الإحساس عادةً في منطقة اليد والقدم، وتبدأ في القدمين ولكن يحتمل أن تصيب أعصاب أخرى، كاليدين والأصابع لاحقاً. وعندما يصاحبها تلف الأوعية الدموية يمكن أن يؤدي ذلك إلى القدم السكرية (انظر أسفل الصفحة). وتوجد أنواع أخرى من اعتلال الأعصاب السكري مثل التهاب الأعصاب البسيط أو اعتلال الجهاز العصبي اللاإرادي. ويؤدي اعتلال الأعصاب إلى ضمور العضلات السكري.
اعتلال الكلى السكري، تلف الكلى الذي يمكن أن يؤدي إلى فشل كلوي مزمن، الذي يتطلب غسيل كلوي والجدير بالذكر أن السكري هو أكثر الأسباب شيوعاً للإصابة بالفشل الكلوي في البالغين على مستوى العالم.
وتؤدي أمراض الأوعية الدموية الكبيرة، التي يصاحبها تصلب عصيدي متسارع، إلى مرض قلبي وعائي مثل:

مرض في الشريان التاجي، يؤدي إلى ذبحة صدرية أو احتشاء عضلة القلب ("سكتة قلبية").
سكتة، نتيجة لقلة الدموية الموضعية.
مرض وعائي طرفي يشارك في الإصابة بالعرج المتقطع.
نخر العظام السكري.
إن القدم السكرية التي يسببها اعتلال الأعصاب ومرض شرياني، يمكن أن تسبب تقرح أو إصابة جلدية. ويمكن أن تسبب في الحالات الخطيرة نخر وغرغرينة. ولذلك فإن مرضى السكري معرضون للإصابة بعدوى في الأرجل أو القدمين وكذلك يأخذون وقتاً أطول لالتئام جراح القدمين أو الرجلين. ولذلك فإن السكري هو أكثر الأسباب شيوعاً للبتر في البالغين – خصوصاً بتر أصابع القدمين أو القدم نفسها – في العالم المتقدم.

ولا يحدث عادة ضيق الشريان السباتي في حالة السكري، وعلى ما يبدو فإن تضخم الأوعية الدموية الأبهري البطني قليل الانتشار في مرضى السكري. وعلى الرغم من ذلك فإن السكري يؤدي إلى الوفاة والموت بصورة عالية وكذلك يزيد من مخاطر إجراء العمليات إذا كان يصاحبه الحالتان سالفتا الذكر
الإنسولين
الإنسولين هو هرمون تفرزه جزر لانجرهانز الموجودة في غدة البنكرياس وهو المسؤول عن ضبط مستوى السكر في الدم حيث أنه يعمل على نقل الجلكوز من الدم إلى خلايا العضلات، الكبد و الأنسجة الدهنية.إن مرضى السكري قد لا يوجد لديهم إنسولين وهذا ما يسمى بالنوع الأول ويعرف أيضاً بالداء السكري المعتمد على الإنسولين أو يكون موجود ولكن هناك خلل في الخلايا المستقبلة له (الداء السكري الغير معتمد على الإنسولين).

من هم المرضى الذين يستخدمون الإنسولين؟
جميع مرضى السكري من النوع الأول, بعض مرضى السكري من النوع الثاني الذين لا يستجيبون لأدوية السكر التي تعطى عن طريق الفم وكذلك الحامل التي تستجيب لهذه الأدوية لكن تلك الأدوية تؤثر على الجنين.

أنواع الإنسولين
سريع المفعول (صافي): مثل انسولين ليسبرو(هيومالوج)® وهو سريع الامتصاص يبدأ عمله (5-15 دقيقة) وقصير الأجل حيث يستمر لمدة ( 3-4 ساعات).

قصير المفعول (صافي): مثل الإنسولين المعتدل يبدأ عمله خلال نصف ساعة و يستمر لمدة ( 5-8 ساعات).

معتدل المفعول (عكر): مثل انسولين NPH (N) or Lente (L) يبدأ عمله خلال (1-3 ساعات) و يستمر لمدة ( 16-24 ساعة).

طويل المفعول (عكر): مثل الترالنت Ultralente (U), جلارجين Glargine(Lantus)® لا يبدأ عمله إلا بعد حوالي (4-6 ساعات) ولكنه يستمر لمدة ( 24-48 ساعة).

أنسولين مخلوط (عكر + صافي): نوعين من الانسولين مخلوطين في علبة واحدة مثل الخليط من المعتدل و NPH (N) يبدأ عمله خلال نصف ساعة و يستمر لمدة ( 16-24 ساعة).
يجب على مريض السكري أن يقيس مستوى السكر في الدم عن طريق الأجهزة المخصصة لذلك ومن ثم يقوم بتسجيل القراءات وإظهاره للطبيب الذي يقوم بتحديد جرعة الانسولين بناء على تلك القياسات.

متى ينبغي أن أخذ جرعة الإنسولين؟
إذا كنت تستخدم الإنسولين المعتدل أو طويل المفعول ينبغي أن تأخذه قبل الوجبة بحوالي 15-30 دقيقة. أما إذا كان الإنسولين ليسبرو ينبغي أن تأخذه قبل الوجبة بأقل من 15 دقيقة.

الاستخدام الأمثل للإنسولين



اغسل يديك أولا
امسح وجه العبوة المطاطي بالمسحة الطبية ثم تدخل الإبرة وتقلب العبوة ثم تسحب الكمية المطلوبة بعد أن تدخل في العبوة كمية مساوية من الهواء بواسطة الحقنة اقلب العبوة إلى وضعها الأصلي ثم اخرج الإبرة من العبوة.

تأكد من عدم وجود فقاعات من الهواء داخل الحقنة قبل إخراج الإبرة من عبوة الإنسولين.

في حالة وجود الهواء, قم بإمساك الحقنة والعبوة بخط مستقيم لأعلى ثم اضرب الحقنة بإصبعك تجد أن فقاعات الهواء ترتفع لأعلى, ادفع مكبس الحقنة حتى تتحرك الفقاعات إلى عبوة الإنسولين.



نظف مكان الحقن من الجلد بالمسحة الطبية ويتم ذلك بأن تجمع جزءاً من الجلد بين أصابع يدك والإبهام على الأقل 7سم من الجسم, ثم ادخل الإبرة بزاوية 90 أما إذا كنت نحيف فيمكن أن تدخل الإبرة بزاوية 45 .



قبل أن تدفع الانسولين اسحب قليلاً فإذا خرج دم فغير مكان الحقن أما إذا لم يخرج دم فادفع بالانسولين خلال خمس ثوان ثم اسحب الإبرة وضع مكان الحقن مسحة طبية لبضع ثوان.
بالنسبة للحقن والإبر إذا كان المريض يستخدم الزجاجية فانه يستخدمها أكثر من مرة بعد تعقيمها, أما إذا كان يستخدم الحقن البلاستيكية فإنها تكون جاهزة للاستعمال مرة واحدة فقط ومن ثم ترمى.
إذا كنت تستخدم أكثر من نوع من الانسولين وتريد خلط النوعين في حقنة واحدة فاسحب من الصافي أولا ثم العكر ثانياً.
مواضع حقن الإنسولين
إن الإنسولين يمكن أن يحقن تحت جلد البطن أو الفخذ أو المقعدة أو الذراعين.
ماذا يحدث لو أخذت جرعة زائدة من الإنسولين؟
لو أخذت جرعة زائدة من الإنسولين سوف يقوم بتخفيض مستوى الجلكوز في الدم يشكل كبير ومن ثم يشعر بتعب, إغماء, خفقان, عرق، جوع، رعشات وفي بعض الأحيان يصل إلى غيبوبة تامة.على مريض السكري الذي يتعرض لمثل هذه الأعراض أن يحمل معه دائماً وجبة خفيفة أو قطعة من الحلوى أو السكر.
كيف يحفظ دواء الإنسولين؟
العبوات غير المفتوحة تحفظ في الثلاجة بدون تجميد، أما المفتوحة فتحفظ في درجة حرارة الغرفة العادية بعيداً عن الضوء والحرارة العالية والأفضل حفظها في الثلاجة.
لاستخدم إنسولين الذي تم تجميده ثم ذاب, أيضا لا تحاول تسخين العبوة لتغلي.
يجب ألا يحقن الانسولين وهو بارد بل يخرج من الثلاجة قبل استعماله.
لا تستخدم الانسولين إذا كان لونه متغيراً أو يحتوي على كتل لكن يجب يتنبه المريض إلى أن هناك أنواع من الإنسولين تكون في الأصل عكرة.
تخلص من أي عبوة مفتوحة إذا لم تنته خلال شهر واحد.
نصائح وملاحظات
بما أن مرضى السكري يكونون معرضين للإصابة بالالتهابات أكثر من غيرهم لذا عليهم أن يحافظوا على النظافة باستمرار خاصة الأسنان والأقدام، ويجب أن يحرصوا على تنظيف وتعقيم أي جرح.بعد استخدام الإنسولين ينبغي التأكد من مستوى السكر في الدم بواسطة الأجهزة أو الأشرطة البلاستيكية.لابد من الحرص على الحمية إضافة إلى الانسولين لذا على المريض أن يتبع تعليمات الطبيب حول أنواع الطعام وكمياته.

مع تمنياتي للجميع بدوام الصحة والسلامة





 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق